حين يتحول الطب إلى سوق للابتزاز والاغتناء غير المشروع!

0 109

بوجندار____عزالدين /المشاهد

متابعة شطاط عبدالعزيز

 

ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين…

بعد مقالنا الأول الذي كشفنا فيه عن واقعٍ مؤلم داخل بعض العيادات الخاصة بإقليم مراكش، مرّت الأيام دون رد، دون تحرك، دون حتى اعتبار من أهل الاختصاص!

صمتٌ رسمي يثير أكثر من علامة استفهام، ويجعلنا نتساءل :  إلى متى سيستمر هذا الاستهتار بصحة المواطن وكرامته؟

في مراكش، الطب لم يعد رسالة إنسانية بقدر ما أصبح تجارة مربحة تُدار بمنطق السوق لا بمنطق الضمير، قصص تتواتر وشهادات تتناسل  على منبر “المشاهد”عن ظاهرة الجشع المتزايد لدى بعض أطباء القطاع الخاص، ممن جعلوا من الألم مصدر ثراء، ومن المرض سلعة للمساومة.

من شقق سكنية متواضعة إلى فيلات فارهة في زمن قياسي… مشهد لا يخلو من الشبهات، خصوصًا حين تُفرض على المرضى فواتير منتفخة بأثمنة صادمة، تختلف حسب الحالة والقدرة المادية، وكأن الإنسانية تُسعَّر على مقياس الجيب لا على مقياس الرحمة.

وتتحدث الأوساط المحلية عن شبكات تعامل مشبوهة بين بعض الأطباء وسائقي سيارات الإسعاف، تحت مسمى “الجُعبة”، حيث يُستدرج المرضى إلى عيادات معينة مقابل منافع مالية، في مشهد يُسيء لمهنة الطب ويحوّلها إلى تجارة فاضحة في البشر.

وحسب شهادات إقليمية، فإن أحد الأطباء المعروفين بـ” أطباب البورصة”، يُتهم باستخدام آلات طبية لا لضرورة علاجية، بل فقط من أجل نفخ الفواتير واستنزاف جيوب المواطنين، وسط غيابٍ تام لأي مراقبة ميدانية أو مساءلة مهنية.

فمن يراقب ومن يحاسب؟من يرخص ومن المستفيد؟

ولماذا تصمت الجهات الوصية رغم كل ما يُثار من فضائح؟

أليس من حق الساكنة الفقيرة والمهمشة أن تنعم بخدمات صحية تحترم كرامتها؟

– أليس من واجب الجهات الوصية أن تُفعل مبدأ “من أين لك هذا” حمايةً للمال العام وصحة الناس؟

لقد آن الأوان لتدخلٍ حقيقي ولجنة مختصة للتحقيق والتقصي، لأن الوضع يغلي، والساكنة تئن تحت وطأة الظلم، والبلاد على صفيح ساخن بسبب تدهور القطاعين العمومي والخصوصي معًا.

الطب مهنة شرف لا مزرعة للابتزاز، رسالة إنسانية لا وسيلة للاغتناء.

وإن كان المرض والموت قَدَرًا، فإن الإهانة والاستغلال ليسا قدرًا محتومًا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.