الشعب المغربي يحتفي بعيد ميلاد الأميرة للا أسماء: مسيرة حافلة بالعطاء الاجتماعي والإنساني

0 430

بوجندار____عزالدين/ المشاهد

 

يخلد الشعب المغربي، اليوم الإثنين، ذكرى ميلاد صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، وهي مناسبة متجددة لإبراز بصماتها البارزة في ميدان العمل الاجتماعي والإنساني، وخاصة ما يتعلق برعاية الأطفال في وضعية خاصة، وعلى رأسهم فئة الصم والبكم.

فقد عُرفت سمو الأميرة منذ سنوات طويلة بانخراطها الدائم في المبادرات ذات الطابع الخيري، حيث جعلت من قيم التضامن والتكافل الاجتماعي نهجًا ثابتًا في مسيرتها، سواء عبر دعم المؤسسات أو من خلال إشرافها المباشر على المشاريع ذات الأثر العميق في تحسين ظروف عيش الفئات الهشة.

بصفتها رئيسة مؤسسة للا أسماء، كرّست سموها جهودًا كبيرة للنهوض بحقوق الأطفال الصم والبكم، إذ وفرت المؤسسة منذ عقود فضاءً تربويًا متكاملًا يتيح لهم متابعة دراساتهم الابتدائية والثانوية، مستفيدين من أحدث التقنيات الطبية، كالأجهزة السمعية الرقمية وزراعة قوقعة الأذن، مما ساعدهم على كسر العزلة والانفتاح على المجتمع.

ولم يقتصر الأمر على التعليم الأساسي، بل شمل أيضًا فتح أبواب التعليم العالي أمامهم، بفضل اتفاقيات شراكة مع جامعة غالوديت بواشنطن، كلية العلوم بالرباط، والجامعة الأورومتوسطية بفاس، مما أتاح لخريجي المؤسسة متابعة مسارات أكاديمية متقدمة.

كما تضع المؤسسة التكوين المهني ضمن أولوياتها، إذ تقدم برامج في مجالات مثل التطريز، النسيج، الحلاقة والفنون التشكيلية، بارتباط وثيق مع مراكز التكوين المهني التابعة لقطاع الصناعة التقليدية، لضمان اندماج أوسع لهؤلاء الشباب في سوق الشغل.

شهدت السنة الجارية سلسلة من الأنشطة المتميزة لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء. ففي 2 ماي الماضي، زارت سموها جامعة غالوديت بواشنطن، ووقعت مذكرة تفاهم مع مؤسسة للا أسماء، تأكيدًا على التزامها المتواصل بتمكين الأطفال الصم وضعاف السمع من تعليم رفيع يضمن إدماجهم الكامل داخل المجتمع.

وفي يونيو الماضي، ترأست حفل نهاية السنة الدراسية 2024-2025 بمؤسسة للا أسماء بالرباط، بينما أشرفت في فبراير على إطلاق المرحلة الثالثة من برنامج “متحدون، نسمع بشكل أفضل” بالمستشفى الجامعي ابن سينا.

كما استقبلت سموها، في يوليوز، السيدة الأولى لجمهورية السلفادور، غابرييلا رودريغيز دي بوكيلي، التي قامت بزيارة عمل للمغرب، شملت مقر المؤسسة، واختتمت بمأدبة غداء رسمية أقامها صاحب الجلالة الملك محمد السادس تكريمًا للضيفتين.

ولا يقف اهتمام الأميرة للا أسماء عند حدود القضايا الاجتماعية، بل يمتد أيضًا إلى المجالات الثقافية والرياضية، حيث تشغل منصب الرئيسة الفخرية لجمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة، مجسدة بذلك شمولية التزامها الإنساني.

إن الاحتفال بذكرى ميلاد صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء ليس مجرد حدث بروتوكولي، بل هو مناسبة للتوقف عند مسيرة حافلة بالعطاء، جسدت خلالها سموها قيم الرحمة والتكافل، وجعلت من رعاية الأطفال ضعاف السمع رسالة إنسانية سامية، تترجم على أرض الواقع من خلال مبادرات رائدة ومشاريع ذات أثر دائم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.