حين يصبح الجهل سلطة والتفاهة مجداً

0 105

بوجندار___عزالدين/ المشاهد

بقلم : أبو سعد عبد الحي نافعي

 

في بلاد الجهل، لا مكان للمثقف إلا خلف القضبان، ولا مقعد للجاهل إلا على كراسي السلطة، ولا منبر للتافه إلا في فضاءات الشهرة. إنها الصورة القاتمة لمجتمعٍ انقلبت فيه الموازين، فصار الوعي تهمة، والصدق مخاطرة، والنزاهة ضعفاً.
حين يُسجَن المثقف لأنه فكّر بصوت مرتفع، ويُكافأ الجاهل لأنه صمت حين وجب الكلام، فاعلم أننا نعيش في زمنٍ صار فيه الولاء أثمن من الكفاءة، والتصفيق أغلى من الحقيقة.
هكذا تُقمع العقول وتُرفع الشعارات الفارغة، فيتحوّل الإعلام إلى منصة لتلميع الوجوه الفارغة، ويتحوّل الشعب إلى جمهورٍ يتفرّج على مسرحية عبثية عنوانها: التفاهة أولاً.
إنها مأساة وطنٍ تُهان فيه القيمة، ويُختزل فيه النجاح في عدد المتابعين لا في عدد الإنجازات، ويُقاس فيه الإنسان بما يملك لا بما يعرف.
وحين تُختطف السلطة من يد الكفاءات لتُمنح لمن لا يفرّق بين القرار والقدر، فلا تسأل عن التنمية ولا عن العدالة، فكلتاهما ستغادران بصمت.
لكن وسط هذا الظلام، يظل المثقف الحقيقي شمعةً ترفض أن تنطفئ. قد يُسجن، وقد يُقصى، لكنه لا يُهزم، لأنه ببساطة يمتلك سلاح الوعي، والوعي لا يُقتل.
وسيظل السؤال معلقاً:
إلى متى سيبقى الجاهل حاكماً، والمثقف متهماً، والتافه نجماً؟
يا شباب المغرب، أنتم نبض الحاضر وحماة المستقبل، أنتم الجيل الذي نفاخر به الأمم ونُعلّق عليه الأمل.
لا تسمحوا لأحد أن يُقنعكم بأن زمن النبل انتهى أو أن طريق الإصلاح مسدود. فأنتم الذين بوعيكم وثقافتكم وغيرتكم على وطنكم، ستحمون مشعل الحقيقة من أن ينطفئ.
تعلموا، ناقشوا، احلموا، وواجهوا الجهل بالعلم، والتفاهة بالعقل، والظلم بالشجاعة.
فالمستقبل لن يُمنح لأحد، بل يُصنع على أيديكم، ومنكم سيولد جيلٌ لا يُهادن في حب الوطن، ولا يُساوم على كرامته.
ولأننا مؤمنون بكم وبقدراتكم، نقولها بصوت عالٍ:
نحن فخورون بشبابنا، لأن فيهم يستمر الوطن، وبهم يعلو المجد.
الشعار الخالد:
الله – الوطن – الملك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.