بوجندار__عزالدين /المشاهد
متابعة : أب_____و الاء
بالتزامن مع احتفالات المغاربة بذكرى ثورة الملك والشعب، تستعد مدينة آسفي لاحتضان تظاهرة ثقافية وفنية مميزة، تجعل من قلب المدينة العتيقة مسرحاً مفتوحاً للفرجة والإبداع. ابتداءً من 23 وإلى غاية 28 غشت 2025، ستتحول ساحة مولاي يوسف إلى فضاء يحتفي بالمسرح والفنون، ويمنح الساكنة وزوارها فرصة نادرة لملاقاة أبي الفنون في أجواء قريبة منهم وبعيدة عن الرسمية.
المبادرة تأتي بتنظيم جمعية أيقونة المحيط للفنون الدرامية، وبدعم من المديرية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل بكل من آسفي واليوسفية، تحت شعار بليغ: “المسرح في حينا”. شعار يحمل رسالة واضحة مفادها أن الفن ليس امتيازاً محصوراً بين جدران القاعات المغلقة، بل هو حق للجميع وضرورة يومية تسهم في الارتقاء بالذوق العام.
خلال ستة أيام، ستعيش آسفي على إيقاع عروض مسرحية تقام كل مساء ابتداءً من الثامنة، تتخللها فقرات موسيقية، ولوحات شعرية، وأنشطة فنية متنوعة، لتمنح الساحة التاريخية للمدينة بعداً جديداً وتعيد إليها دورها كملتقى للذاكرة الجماعية وروح الانتماء.
اختيار الساحة العمومية لم يكن اعتباطياً؛ فالمهرجان يراهن على كسر الحواجز بين المبدع والجمهور، وإعادة الاعتبار للفرجة الشعبية باعتبارها وسيلة للتربية على الجمال والنقد، وأداة لترسيخ قيم الانفتاح والتعايش. كما يشكل في الآن ذاته رهاناً على الثقافة كرافعة حقيقية للتنمية المحلية.
إن “مهرجان القرب” بآسفي ليس مجرد تظاهرة فنية، بل هو أيضاً رسالة أمل ودعوة للتلاقي حول كلمة واحدة: الفن يوحّدنا… والمسرح حين يزور حيّنا، يمنحنا الحياة.