في اليوم العالمي للمعلم 2025.. “المشاهد” تُكرم صُنّاع الأجيال وتُجدّد بالاعتراف بجميلهم

0 42

بوجندار____عزالدين/ المشاهد

متابعة :  أبو الاء

 

في الخامس من أكتوبر من كل عام، يتوقف العالم لحظة تأمل واعتراف أمام فئة استثنائية تحمل على عاتقها أشرف رسالة عرفتها البشرية، رسالة التعليم والتنوير. إنه اليوم العالمي للمعلم، مناسبة أقرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” منذ سنة 1994، لتكون لحظة وفاء لمن وهبو حياتهم للمعرفة.

وفي سنة 2025، تجدد جريدة المشاهد اعتزازها وتقديرها العميق لنساء ورجال التعليم، وتوجه تحية تقدير لكل معلم ومعلمة في ربوع المملكة المغربية، ممن جعلوا من القلم وسيلة للبناء، ومن السبورة منبرًا للنور، ومن القسم فضاء للأمل.

المعلم ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو مرب وصانع للقيم، يزرع في النفوس حبّ الوطن، ويغرس في الأجيال بذور التفكير الحر والفضول العلمي، ويعلمهم أن التغيير لا يأتي إلا بالعلم والاجتهاد. هو الأب الثاني والأم الثانية، وهو من يعلم الحروف ليصنع بها قصص النجاح، ومن يزرع الحلم في عيون الأطفال ليحصد به وطنًا أفضل.

 

في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا وتتعالى فيه الأصوات الفارغة على المنصات الرقمية، يظل المعلم هو الجدار الأخير الذي يحمي العقل الإنساني من التفاهة والانحدار. فبينما يتباهى كثيرون بعدد المتابعين، يواصل المعلم بصمت تكوين الأجيال وتربية العقول، لأن رسالته أعمق من الضجيج وأسمى من المظاهر.

إن أسرة التعليم المغربية قدّمت، وما تزال، نماذج مضيئة في التضحية والعطاء، رغم الصعوبات وقلة الإمكانيات. فكم من معلمٍ يقطع الكيلومترات يوميًا ليصل إلى مدرسة في قرية نائية، وكم من معلمةٍ تقف ساعات طوال تحت أشعة الشمس أو في برد الشتاء لتؤدي واجبها. إنهم جنود المعرفة الحقيقيون الذين يعملون في صمت، دون ضجيج ولا ادعاء، مؤمنين بأن رسالتهم أمانة ومسؤولية.

وجريدة المشاهد وهي تكتب في هذا اليوم، لا تكتفي بالإشادة، بل ترفع صوتها لتقول إن رد الاعتبار للمعلم واجب وطني وأخلاقي. فتكريم المعلم لا يكون بالخطابات وحدها، بل بتوفير الظروف التي تليق بعطائه، وبالاعتراف الحقيقي بدوره في المجتمع، وبجعل التعليم أولوية وطنية لا مجرد شعار مناسباتي.

 

فالمعلم حين ينهض، ينهض معه الوطن، وحين يُكرّم، تكرم معه قيم العلم والوعي والتنوير. ومن دون معلمٍ واعٍ ومقدّر، لا يمكن لأي مشروع تنموي أو إصلاحي أن ينجح، لأن بناء الإنسان هو الأساس قبل كل بناء مادي.

إننا في جريدة المشاهد نعتبر هذا اليوم مناسبة لتجديد العهد مع أسرة التعليم المغربية، وتأكيد التزامنا بدعم رسالتها ونقل صوتها، والتعريف بجهودها وتضحياتها التي قلّما تنال ما تستحق من تقدير. فالمعلم هو صانع المستقبل، وحارس القيم، وحامل مشعل الأمل في زمنٍ يزداد فيه غموض الطريق وضبابية الرؤية.

وفي الختام، نتوجه باسم هيئة تحرير جريدة المشاهد بكل عبارات التقدير والعرفان لكل من علّم حرفًا أو زرع فكرة أو أشعل في تلميذه نور الحلم. فأنتم، أيها المعلمون والمعلمات، أساس هذا الوطن وضميره الحي، ومنكم تبدأ الحكاية، وبكم تستمر.

 

كل عام وأنتم بخير، وكل يومٍ وأنتم فخر هذا الوطن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.