الحمار الصاعد… حين يعتلي الجهل منصة القرار. بين الكفاءة والتملق… من يصنع القرار في مغرب اليوم؟
بوجندار____عزالدين /المشاهد
بقلم : ابو سعد عبد الحي نافعي.
في زمنٍ تتغير فيه الموازين وتختلط فيه القيم، يختصر البعض الواقع السياسي بعبارة موجعة: “عندما تصعد الحمير إلى مراكز القرار، لا تريد النزول.”
ليست شتيمة، بل توصيف رمزي دقيق لحالة الرداءة التي تُصيب بعض المؤسسات حين يحتلها من لا يملك الكفاءة ولا الضمير.
“الحمار الصاعد” ليس إلا نموذجًا لمن صعد بالمحاباة أو التملق، لا بالعلم ولا بالجدارة.
يحوّل المنصب إلى غنيمة شخصية، ويعادي كل عاقل يذكّره بعجزه.
وهكذا تُقصى الكفاءات وتُهمّش العقول، ويُكافأ الجاهل على ولائه بدل عمله.
لكن في المقابل، كان جلالة الملك محمد السادس نصره الله واضحًا في خطبه السامية، حين دعا إلى مرحلة جديدة عنوانها:
الكفاءة، والنزاهة، والجرأة في اتخاذ القرار، والربط بين المسؤولية والمحاسبة.
فقد شدد جلالته على أن الوطن لا يُبنى بالصدف ولا بالمجاملات، بل بالاعتماد على نخب مؤهلة تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
إنها دعوة ملكية صريحة إلى القطيعة مع زمن الرداءة، وإلى إعادة الاعتبار للكفاءات التي تملك رؤية وفكرًا وقدرة على الإنجاز.
اليوم، مغرب الكفاءات الذي يرسمه جلالة الملك لا مكان فيه للحمار الصاعد، ولا للمسؤول العاجز الذي يخاف من التغيير.
فالوطن بحاجة إلى من يعرف كيف يخدم، لا من يعرف كيف يتسلق.
وحين يصعد العارف يُصلح، أما حين يصعد الجاهل… فينهق في وجه النور.