السياسة بين تسويق الصورة والواقع المبهم

0

رشيد الفرناني/جريدة المشاهد.

التغيير الوحيد الذي حدث في الكثير من الجماعات بعد الإنتخابات هي أسماء المنتخبين المستفيدين من التعويضات عن المهام، وكذلك الذين يستفيدون من سيارات “المصلحة” لأغراض لا علاقة لها بأي مصلحة! نعم نعرف أن لكل سياسي أهداف خفية و ظاهرة لكن التسويق السياسي لصورته وسياساته هو الذي يختلف، كثير من الصور تسوق على أنها إنجازات كبيرة و ماهي إلا انتكاسات بيع لحقوق ومكتسبات المواطن كمشاريع الشراكة و التدبيرالمفوض .من هنا نقول من أراد أن يدخل عالم السياسية يجب أن لا يكون سطحيا فيتعاطى في السياسة بقراءة المظاهر الشكلية وبطيبة أن النيات دائما حسنة. فقديما قيل: إن طريق جهنم محفوف بالنيات الحسنة. فالسياسة هي فن الممكن، والسياسة هي خدعة الثعلب وبكاء الضباع. فمن يحمل طيبة الأرنب، وسماحة الدجاجة لا يمكن أبدا أن يحظى على مكتسب لجماعته.
ومشكلتنا أننا جميعا نتعاطى مع السياسة والتي عبر عنها الشاعر أحمد مطر بالنجاسة إذ قال: قاتل الله السياسة فهي بحر من نجاسة بطيبة الأرنب
و لهذا ليس غريبا أن تقدموا على التضحيات وتقدموا الاظاحي ليتسلم كل من هب ودب الثمار ولأنكم طيبون أكثر من اللازم تصمتون، وتسكتون خوفا من أن تقعوا في إشكالية السقوط، أو حب الرياسة أو الزعامة و… وهكذا يستمر مسلسلنا القديم الجديد… تتعاطون في السياسة بطيبة الأرانب وإذا بالآخرين خطفوا كل شيء وليس بوسعنا إلا البكاء في غرفنا المغلقة ومن وراء هواتفنا بممارسات لا تخلو من عملية جلد الذات على طريقة البكاء على اللبن المسكوب وهل نستفيد من الدرس؟ أبدا فحليمة من الصعب ألا تعود إلى عادتها القديمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.