موت طبيب مشهور يفضح مافيا الإستثمار بجهة مراكش آسفي

0 645

بوجندار___عزالدين / المشاهد

المقال الواحد والأربعون بعد المئتان من سلسلة من قاع الخابية بعنوان  : موت طبيب مشهور يفضح مافيا الإستثمار بجهة مراكش آسفي

 

جهة مراكش آسفي، التي يفترض أن تكون قطبًا اقتصاديًا وسياحيًا وصحيًا، وواجهة مضيئة للمغرب، تحولت مع الأسف إلى مسرح مفتوح لعصابة منظمة باتت تُعرف بين الناس بـمافيا التزوير والاستلاء على ممتلكات المستثمرين المغاربة، مافيا لا تحمل السلاح ولا البارود، لكنها أخطر من ذلك بكثير، مافيا الملفات والعقود والوعود الكاذبة، مافيا التزوير والتي تخفي وراءها عقول النصب والاحتيال.

 

المستثمر المغربي والمهاجر المغربي، الذي يعود من فرنسا أو كندا أو الخليج، محملاً بخبرة وأمل، لا يبحث فقط عن الربح، بل يريد أن يردّ الجميل لوطنه ويخلق فرص عمل لأبناء منطقته. لكن ما إن يضع رجله فوق أرض الواقع حتى يجد نفسه محاصرًا بوحوش لاترحم، ومساطر معقدة، وشركاء يتحولون بسرعة البرق إلى خصوم، للأسف عدد كبير من المستثمرين كيتفاجؤ أن المشروع ديالهم، اللي تعبو عليها، كتضيع أمام أعينهم وكيمشيو لجهات.

 

والأدهى أنها ليست حالة معزولة. العديد من القصص في جهة مراكش آسفي تكشف عن وجود “لوبي خطير” متحكم، يستعمل نفوذه في تحويل الاستثمارات إلى غنيمة، بدل أن تكون فرصة للتنمية، مشاريع عقارية، سياحية، بل حتى مشاريع طبية كان يُفترض أن تخدم المواطن وتفتح آفاق جديدة، تحولت إلى ملفات عالقة في المحاكم أو إلى صفقات باسم أشخاص آخرين.

 

الدولة ترفع شعار المغرب أرض الفرص، وتفتح الأبواب أمام الكفاءات، لكن الحقيقة على الأرض أن بعض الحيتان ما كايخافوش لا من الله لا من القانون، يفرغون هذا الشعار من محتواه، ويحوّلون حلم الإستثمار إلى كابوس ذمر أسر مغربية.

 

سلسلة من قاع الخابية حاضرة بقوة بجهة مراكش آسفي لي كتستحق تكون أرض المشاريع لا حزن ومقبرة للأحلام. آن الأوان لغربلة ملف ضحايا لوبي الفساد وفضحهم، بلا تردد وبلا اعتبارات ضيقة.

المسؤولون بجهة مراكش آسفي أمام لحظة حاسمة:

إما أن يكونوا في صف الوطن والمواطنين، أو يتركوا المجال مفتوحًا أمام “السمسرة” و”التبزنس” الذي يخنق أي مبادرة صادقة.

مراكش آسفي لا تستحق أن تكون فخًا للاستنزاف، مراكش آسفي تستحق أن تكون وجهة للنجاح، رمزًا للاستثمار النظيف، وأرضًا يفتخر بها أبناؤها بدل أن يتحسروا على أحلام ضاعت بين أيدي المافيا.

 

والدليل على صدق ما نقوله، اليوم وفاة الدكتور  مشراوي، طبيب ورجل فكر وحلم، أراد أن يهدي المغرب مشروعًا رائدًا في مدينة  تجمع بين الصحة والسياحة، رؤية تستحق أن تُكتب بماء الذهب. لكنه للأسف وجد أمامه شبكة منظّمة، تستهدف كل مغربي حرّ يؤمن أن الاستثمار يمكن أن يكون في خدمة الوطن.

 

هؤلاء المفسدون، بوجوههم الملمّعة وشعاراتهم الكاذبة، استغلوا الثقة، سرقوا المشروع، وتركوا رجلاً نزيهًا يذبل صحته ونفسيته حتى توقف قلبه.

المأساة ليست مجرد قصة عائلة فقدت إبنها، بل هي فضيحة الجهات المسؤولة، لأن أي مهاجر يشوف هاد المصيبة غادي يقول: “لاش نرجع؟ لاش نغامر فبلاد ما كتحميش أحلام ولادها؟”

 

ومن قاع الخابية نؤكد ان هذا الملف لن يُطوى هنا. سنواصل الحفر في أعماقه، وسنفضح كل مفسد مهما حاول أن يختبئ وراء الأقنعة، حتى تعود الثقة، ويُرفع الظلم، ويُرد الاعتبار للمرحوم سعيد ولكل مستثمر شريف في هذا الوطن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.