لافروف يُشيد بموقف المغرب المتوازن من أزمة أوكرانيا ويؤكد متانة العلاقات بين الرباط وموسكو
بوجندار___عزالدين/ المشاهد
متابعة : أبـــو الآء
أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالموقف المتزن الذي يتبناه المغرب تجاه الأزمة الأوكرانية، مؤكداً أن المملكة المغربية تنتهج سياسة حكيمة تقوم على الحياد الإيجابي والسعي نحو الحلول السلمية، بعيداً عن الاستقطابات الدولية الحادة.
وقال لافروف، في تصريح خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره المغربي ناصر بوريطة اليوم الخميس بالعاصمة موسكو، إن الرباط، شأنها شأن العديد من عواصم الجنوب العالمي، تُدرك أن أي تسوية حقيقية ومستدامة للأزمة الأوكرانية تستوجب معالجة جذور الصراع، وعلى رأسها التهديدات الأمنية التي نتجت عن توسع حلف “الناتو” بالقرب من الحدود الروسية، واستخدام الأراضي الأوكرانية كمنصة لتهديد أمن روسيا، حسب تعبيره.
وأشار المسؤول الروسي إلى أن الأزمة الأوكرانية لا تقتصر فقط على البعد الجيوسياسي، بل تشمل أيضاً “انتهاكات خطيرة لحقوق السكان الناطقين بالروسية، سواء على المستوى اللغوي أو الديني”، لافتاً إلى أن السلطات الأوكرانية “حظرت الكنيسة الأرثوذكسية القانونية ومنعت استخدام اللغة الروسية في المؤسسات الرسمية”.
وفي ما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أكد لافروف أن المحادثات التي جمعته بوزير الخارجية المغربي شكلت فرصة لتعميق التعاون بين البلدين، موضحاً أن الطرفين عبّرا عن حرصهما المشترك على تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة على الثقة المتبادلة والاحترام المتبادل.
وأضاف أن الجانبين ناقشا سبل تطوير التبادل التجاري والاقتصادي، إلى جانب تشجيع الاستثمارات المتبادلة بين موسكو والرباط، مشيراً إلى “تطابق وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية”، بما في ذلك الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء.
كما تطرقت المباحثات – يضيف لافروف – إلى مستجدات قضية الصحراء المغربية في ظل النقاشات الجارية داخل مجلس الأمن الدولي، حيث أكد الطرفان على ضرورة دعم مسار الحل السياسي الواقعي والدائم الذي تشرف عليه الأمم المتحدة.
وختم لافروف حديثه بالتأكيد على أن العلاقات بين المغرب وروسيا “تسير بثبات نحو آفاق واعدة”، معبّراً عن ثقته في أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التعاون المثمر في مختلف المجالات.