العودة التي صنعت الحدث”… إزنزارن عبد الهادي تعانق جمهور تيميتار بعد 13 سنة من الغياب
بوجندار_____عزالدين/ المشاهد
متابعة: أيوب_أبضار
يعيش المشهد الفني الأمازيغي لحظة استثنائية خلال الدورة العشرين لمهرجان تيميتار بمدينة أكادير، مع الإعلان عن عودة مجموعة إزنزارن عبد الهادي إلى منصة المهرجان، في حدث فني طال انتظاره بعد غياب دام أكثر من ثلاثة عشر عاماً.
وتُعد هذه العودة محطة ثقافية بارزة، بالنظر إلى الرصيد الرمزي والفني الذي راكمته المجموعة عبر عقود، ومكانتها الراسخة في الذاكرة الجماعية الأمازيغية، حيث شكّلت إزنزارن واحدة من أبرز اللبنات التي ساهمت في بلورة هوية الأغنية الأمازيغية الحديثة.
على امتداد مسارها الفني، لم تكن إزنزارن مجرد مجموعة موسيقية، بل مدرسة قائمة بذاتها، استطاعت من خلال ألحانها العميقة وكلماتها ذات الحمولة الإنسانية والاجتماعية، أن تؤسس خطاباً فنياً متفرداً يجمع بين الأصالة، والبعد الشعري، والقراءة الواعية للواقع. وبصوت وعزف عبد الهادي إكوت، وبتكامل إبداعي مع باقي أعضاء المجموعة، تحولت إزنزارن إلى أيقونة أثّرت في أجيال متعاقبة ولا تزال أعمالها حاضرة بقوة في وجدان الجمهور.
وتأتي هذه العودة المنتظرة كثمرة لمسار من العمل الجاد والتخطيط المحكم، قاده وكيل أعمال المجموعة التجاني إكوت، الذي لعب دوراً محورياً في إعادة هيكلة وتحديث إدارة إزنزارن، واضعاً نصب عينيه هدف الحفاظ على إرثها الفني مع تطوير آليات اشتغالها بما يواكب التحولات الثقافية والفنية الراهنة.
ولم يقتصر دور التجاني إكوت على تدبير المشاركات الفنية، بل شمل بلورة رؤية متكاملة لمسار المجموعة، همّت التنظيم الفني، والتواصل الإعلامي، وإدارة الارتباطات، وتطوير حضورها داخل المشهد الثقافي، مع التشبث بالهوية الأصيلة التي صنعت اسم إزنزارن. وكان له الدور البارز في إنجاح اتفاق مشاركة المجموعة في دورة هذه السنة من مهرجان تيميتار، وضمان عودة تليق بتاريخها ومكانتها الجماهيرية.
ويرتقب أن تعرف سهرة إزنزارن عبد الهادي إقبالاً جماهيرياً واسعاً، بالنظر إلى القيمة المعنوية والوجدانية التي يحملها هذا اللقاء الفني، خاصة لدى عشاق الأغنية الأمازيغية الذين رافقوا أعمال المجموعة على مدى سنوات طويلة. ومن المنتظر أن تحتضن منصة ساحة الأمل هذه الأمسية المميزة يوم الخميس 18 دجنبر.
وتُسهم هذه العودة في تعزيز إشعاع مهرجان تيميتار، وترسيخ موقعه كفضاء ثقافي رائد للاحتفاء بالإبداع الأمازيغي ورواده، وربط الماضي بالحاضر في احتفال فني يعيد الاعتبار لذاكرة موسيقية جماعية ما تزال نابضة بالحياة.
إن عودة إزنزارن عبد الهادي إلى منصة تيميتار ليست مجرد مشاركة فنية عابرة، بل هي استعادة لجزء أصيل من الذاكرة الثقافية، ورسالة واضحة تؤكد أن الفن الأصيل، حين يجد من يصون استمراريته باحتراف، يظل قادراً على تجديد حضوره ومخاطبة وجدان الجمهور بقوة.
ومع اقتراب لحظة الصعود إلى الخشبة، تتجدد مشاعر الشغف والحنين، في انتظار أمسية مرشحة لأن تُسجَّل كواحدة من أبرز محطات مهرجان تيميتار في تاريخه.