عيد الاستقلال.. ذكرى خالدة تُجدّد عهد الوفاء بين العرش والشعب

0 290

بوجندار____عزالدين/ المشاهد

متابعة:  أبــــوالآء

 

يخلّد المغاربة، اليوم الثلاثاء 18 نونبر، الذكرى السبعين لعيد الاستقلال المجيد، في محطة وطنية راسخة تفيض بمعاني التضحية والوحدة والوفاء. إنها لحظة يستعيد فيها الشعب المغربي ملحمة التحرر من الاستعمار، ويستحضر صفحات مشرقة من تاريخ نضال مشترك جمع العرش العلوي بالشعب المغربي دفاعًا عن الحرية والوحدة الترابية.

 

وتحمل هذه الذكرى دلالات عميقة في الوجدان الوطني، فهي ليست مجرد حدث تاريخي، بل درس متجدّد في الإصرار والالتفاف حول الثوابت الوطنية. ففي 9 أبريل 1947، دوّنت زيارة جلالة المغفور له الملك محمد الخامس إلى طنجة منعطفًا حاسمًا في مسار المقاومة، إذ أكد أب الأمة تشبث المغرب بحريته وهويته، رغم ضغوط المستعمر وإجراءاته.

 

ومنذ مطلع الثلاثينات، شكّلت الحركة الوطنية رافعة قوية لنشر الوعي الوطني وتقوية روح المواطنة، إذ خاض روادها معارك سياسية ودبلوماسية لفضح الاستعمار في المحافل الدولية، فكان صدى صوتهم متناغمًا مع رؤية الملك محمد الخامس وإصراره على تحرير الوطن.

 

ورغم نفي جلالته وأسرته الشريفة إلى كورسيكا ومدغشقر، ظل الشعب المغربي متمسكًا بخيار المقاومة. فقد شهدت ربوع المملكة انتفاضات بطولية ومعارك خالدة كالهري وأنوال وبوغافر وسيدي بوعثمان، إضافة إلى مقاومة قبائل آيت باعمران والأقاليم الجنوبية، التي لقّنت المستعمر دروسًا في الشجاعة والتضحية.

 

ومع اندلاع ثورة الملك والشعب في 20 غشت 1953، توحّد صوت الأمة ليعلن رفض الاستعمار وتشبث المغاربة بملكهم ورموزهم. وما إن عاد جلالة الملك محمد الخامس إلى أرض الوطن يوم 18 نونبر 1955 حتى زفّ للشعب ميلاد الحرية، معلنًا انتهاء عهد الحماية وبداية مسيرة بناء الدولة الحديثة.

 

وتواصلت معركة استكمال الوحدة الترابية بقيادة جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، من خلال استرجاع سيدي إفني سنة 1969، والمسيرة الخضراء سنة 1975 التي رسخت ارتباط المغاربة بأقاليمهم الجنوبية.

 

واليوم، يواصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، النهج ذاته، واضعًا الإنسان المغربي في صلب المشروع التنموي، وممضيًا في ترسيخ دولة القانون والدفاع عن الوحدة الترابية وتحديث المؤسسات، بما يضمن كرامة المواطن ويعزز مكانة المملكة بين الأمم.

 

إن الاحتفال بعيد الاستقلال ليس فقط عودة إلى الماضي، بل هو وقفة تأمل ومسؤولية تجاه المستقبل. فهو يذكّر الأجيال المتعاقبة بأن الوطن بُني بدماء الشهداء وتضحيات المقاومين، وأن حماية مقدساته ومسيرته الإصلاحية مسؤولية جماعية ثابتة لا تسقط بالتقادم.

 

وهكذا تظل ذكرى 18 نونبر شاهدًا على قدرة المغاربة، ملكًا وشعبًا، على صنع الملاحم وتحويل التحديات إلى إنجازات، في سبيل وطن موحّد وآمن ومزدهر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.