بين الكارثة والفرح… حين يتعب الوجدان الجماعي
بوجندار____عزالدين/ المشاهد
متابعة: غزلان_الصابي
ما إن تهزّ كارثة ما واقعنا، سواء كانت من فعل الطبيعة أو من صنع الإنسان، حتى تعلو الأصوات بالاستنكار، وتتدفق الكلمات بالغضب، وتشتعل منصات التعبير بنداءات المحاسبة وربط المسؤولية بالجزاء. نكتب، نندد، نغضب، ونبكي حال واقع قاسٍ لا يرحم.
غير أن هذا الزخم لا يلبث أن يخفت. تتراجع الحماسة، تُطوى الملفات بصمت، وتعود الحياة إلى مسارها المعتاد، بينما يبقى الضحايا وحدهم في مواجهة الألم، في الواجهة المنسية.
وفي خضم هذه المآسي، تتعدد الوجوه: من يمد يد العون بصدق، ومن يفعل ذلك تحت أضواء الكاميرات، ومن يركب قوافل الخير بدوافع انتخابية أو حسابات سياسية. تختلط النيات، وتضيع الحقيقة بين عدسات التصوير وشعارات الإحسان.
لكن السؤال الجوهري يظل: من استفاد؟ من وجد سندًا وسط الركام؟ فالجوع لا يسأل عن خلفيات من أطعمه، والبرد لا يفتش في نوايا من منحه الدفء، حتى وإن كانت تلك النوايا مشوبة بالمصلحة.
ثم تأتي لحظة وطنية فارقة، كفوز المنتخب المغربي بلقب ما، فيتحول الحزن إلى فرح جماعي، وترتفع الزغاريد فوق أنين الجراح، نحتفل، نرقص، ونرفع الراية الوطنية عاليًا، كأن الوجع قد أُجِّل، أو كأن شيئًا لم يكن.
فهل نحن أمام نفاق جماعي؟ أم أمام بشر أنهكتهم كثرة الصدمات، فصاروا يتشبثون بالفرح كلما لاح في الأفق؟ نفرح ونحزن، نغضب ونصفق، ننتقد ونحتفي… في مفارقة إنسانية معقدة.
لعل الأمر ليس نفاقًا بقدر ما هو إرهاق وجداني، دفعنا إلى البحث عن لحظة فرح من أي نافذة متاحة، ولو كانت عابرة، علّها تخفف ثقل الألم المتراكم.