*اليسار المغربي على صفيح ساخن: نزيف الانشقاقات يهدد بيت الاتحاد الاشتراكي*
بوجندار عزالدين/ المشاهد
متابعة : أبــــــــــــــو الاء/ الدار البيضاء
يواجه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية واحدة من أعقد أزماته الداخلية منذ سنوات، بعد أن دخل أكثر من مائة من مناضليه وأطره التنظيمية، بينهم أعضاء من المكتب السياسي وبرلمانيون ومنتخبون محليون، في مفاوضات وصفت بـ”الجادة” مع قيادة حزب التقدم والاشتراكية، في خطوة تفتح الباب على مصراعيه أمام هجرة جماعية قد تعيد رسم ملامح المشهد اليساري قبيل انتخابات 2026.
وبحسب معطيات حصلت عليها الجريدة من مصادر حزبية متطابقة، فإن هذه التحركات التصعيدية تأتي في سياق احتجاجات متصاعدة ضد ما اعتُبر “إقصاءً ممنهجاً وتهميشاً سياسياً”، زادت حدته خلال جولة الكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، الأخيرة إلى بعض الأقاليم، حيث وُوجه بانتقادات لاذعة حول انفراده بالقرارات التنظيمية وتهميشه للكوادر القاعدية.
ويُنظر إلى هذا التصدع التنظيمي على أنه صفعة قوية للقيادة الحالية، في وقت بدأت فيه الأحزاب الوطنية سباقها نحو إعادة ترتيب الصفوف استعداداً للاستحقاقات التشريعية المقبلة. كما أن هذا التطور قد يُحدث هزّة داخل المشهد الحزبي اليساري، خصوصاً إذا تُوج بانضمام رسمي وموحد إلى صفوف “حزب الكتاب”.
وتعكس هذه الأزمة فجوة ثقة آخذة في الاتساع بين القواعد الاتحادية وقيادتها المركزية، وسط مطالب متنامية بضرورة إعادة هيكلة الحزب وتحديث مشروعه السياسي على أسس ديمقراطية وتشاركية أكثر شمولاً. ويرى مراقبون أن ما يجري ليس مجرد احتجاجات ظرفية، بل مؤشر على نهاية مرحلة وبداية أخرى، قد تُعيد رسم هوية اليسار المغربي لعقود قادمة.