افتتاح كأس إفريقيا… حين تكلم المغرب بلغة “تامغرابيت ”
بوجندار_____عزالدين/ المشاهد
متابعة: غزلان_الصابي
لم يكن افتتاح كأس إفريقيا للأمم مجرد عرض رياضي أو لحظة احتفالية عابرة، بل كان رسالة واضحة للعالم مفادها أن المغرب حين يلتزم، يُبدع، وحين يستضيف، يُبهر، وحين يتكلم، يتكلم بلغة “تامغرابيت” الجامعة بين الأصالة والحداثة، بين العمق الإفريقي والانفتاح الكوني.
منذ اللحظات الأولى لحفل الافتتاح، بدا أن المغرب لا يقدّم نفسه كبلد منظم فقط، بل كأمة ذات هوية راسخة ورؤية واضحة. تنظيم محكم، فضاءات مهيأة، أمن مستتب، وإخراج فني يعكس غنى التاريخ المغربي وتنوع روافده الثقافية من الأمازيغي إلى العربي، ومن الحساني إلى الإفريقي، في لوحة واحدة عنوانها الوحدة في التنوع.
لقد جسد هذا الافتتاح حقيقة المغرب الذي راكم تجربة طويلة في تنظيم التظاهرات الكبرى، ليس بمنطق الارتجال أو الاستعراض الفارغ، بل بمنهجية مؤسساتية تقوم على التخطيط، وتكامل الأدوار، وربط المسؤولية بالمحاسبة. فنجاح الافتتاح لم يكن صدفة، بل ثمرة عمل جماعي شاركت فيه مؤسسات الدولة، وأطرها، وشبابها، وكل من آمن بأن صورة الوطن مسؤولية مشتركة.
وتجلت “تامغرابيت” في أدق التفاصيل: في احترام الوقت، في حسن الاستقبال، في بساطة المواطن واعتزازه بهويته، وفي قدرة المغرب على الجمع بين الانضباط والدفء الإنساني. تامغرابيت التي لا تحتاج إلى شعارات، لأنها تُمارس فعلاً، وتُرى في السلوك، وتُلمس في التعامل.
كما حمل الافتتاح بعدًا إفريقيًا عميقًا، عكس المكانة التي بات يحتلها المغرب داخل القارة، ليس فقط كبلد منظم، بل كشريك موثوق، يؤمن بإفريقيا، ويستثمر في الإنسان الإفريقي، ويجعل من الرياضة جسرا للتقارب والتعاون، لا مجرد منافسة داخل المستطيل الأخضر.
إن افتتاح كأس إفريقيا بالمغرب لم يكن احتفالًا بكرة القدم فقط، بل احتفالًا بنموذج مغربي في التنظيم، وبهوية وطنية واثقة من نفسها، وبقدرة بلد على تحويل التحديات إلى فرص. هو لحظة أكدت أن المغرب، حين يعد، يفي، وحين يستقبل إفريقيا، يفعل ذلك بقلب مفتوح، وعقل منظم، وروح “تامغرابيت” التي لا تخطئها العين.
