مراكش__ من قاع الخابية.. مصيبة كحلة من يتحمل مسؤولية استفحال ظاهرة احتلال الملك العمومي بشوارع المدينة الحمراء؟
عزالدين بوجندار// المشاهد.
المقال الثامن والثلاثون من سلسلة من قاع الخابية بعنوان : فوضى وتسيب لامثيل لهما في الترامي واحتلال الملك العمومي بشوارع المدينة الحمراء مراكش..
مراكش _تفشّت ظاهرة احتلال الملك العمومي في العديد من شوارع وأزقة المدينة الحمراء مراكش ، وأصبحت محتلة من طرف أصحاب المحلات التجارية ، والمقاهي ، والمطاعم ، والتجار ، والباعة المتجولين ، وهي ظاهرة خطيرة مما طرحت أكثر من علامة استفهام عن دوافع استفحال ظاهرة احتلال الملك العمومي وتحديد الجهات المسؤولة عن استمرار هذه الفوضى..
وحسب الصور التي حصلت عليها جريدة المشاهد ، فإن عددا من المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي بمدينة مراكش ، حولت الشارع العام إلى ملكها الخاص ، حيث يستعصي على الراجلين المرور بكل أريحية، فضلا عما تُخلفه هذه المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي من روائح ومخلفات فوق الشارع العام.
هذا الأمر دفع بالعديد من الغيورين بالمدينة إلى دق ناقوس الخطر ، والمطالبة للتصدي لهذه الظاهرة بكل حزم ، علما أن هاته المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي المحتلة للملك العمومي توجد على مرمى حجر من المسؤولين بالإقليم..الهضرة فراسكم..
للإشارة فإن المحتلين للملك العمومي لا يمتلكون سندا قانونيا ، خاصة أن العديد من حالة الاحتلال تتم على حساب ممرات الراجلين المؤطرة بمقتضى الظهير الصادر في 19 يناير 1953 المتعلق بالمحافظة على الطرق العمومية وشرطة السير والجولان ، إذ نص الظهير على ضرورة تجهيز الطرقات بأرصفة أو ممرات خاصة باستعمال الراجلين ، التي يتعين على هؤلاء استعمالها ، والذي يدخل في إطار حرية استعمال الطرق العمومية ، حيث اعتبر القانون أن حرية التجول على الأرجل تدخل في إطار ممارسة حرية عامة أساسية لا يمكن الحد منها بصفة مطلقة، ولكن يمكن تنظيمها بهدف حماية المواطنين، ولهذا الغرض خصصت للراجلين داخل المدن ممرات خاصة للسير والجولان.
وعليه فإن السلطات كل من منطلق اختصاصاتها كل من مجلس المدينة والسلطات المحلية ، مطالبة بفرض احترام النصوص القانونية الموجودة حاليا ، والعمل على تحرير الملك العام بكل شوارع وأزقة المدينة الحمراء ، لإتاحة الفرصة للراجلين للسير باطمئنان ، وإعطاء المدينة رمزيتها الحضارية والسياحية العالمية باعتبارها من الوجهات المفضلة للزوار داخل وخارج أرض الوطن..
للاسف أضحى إحتلال الملك العام بشوارع المدينة الحمراء مراكش حقا مشروعا لكل من هب ودب ، حتى استعصى تحريره من قبضة المحتلين، كما سلف الذكر الذي تشهده الشوارع المذكورة احتلالا بشعا للملك العام خصوصا من أصحاب المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي أبرزها شارع مولاي عبد الله – طريق أسفي والائحة طويلة ، الذين استولوا بالكامل على الرصيف، مما يجبر المارة على السير جنبا إلى جنب مع السيارات وباقي وسائل النقل ، ما يشكل تهديدا خطيرا لسلامتهم ، ويساهم في صعوبة السير والجولان في وسط الطريق.