#المشاهد : نورالدين بوقسيم
أهدى المغرب نافورة لمقر الإتحاد الإفريقي بأديس أبابا بإثيوبيا ، النافورة من صنع أنامل مغربية و برسمة هندسية عابرة للزمن و ضاربة في التاريخ ، الصانع المغربي وضع بصمته ليراها الأفارقة كلما تسنى لهم المرور أمامها ، مكتوب عليها :
هدية المغرب للإتحاد الإفريقي .
بواجهة أمامية عبارة عن بوابة على الطراز المغربي الأصيل و أعمدة جانبية و زخرفة بتاحجارت و كتابة باللغة العربية و النقش الأصيل يتوسطه زليج مغربي بهندسة لن يستطيع الجيران حتى رسمها على الورق كونها خاضعة لحساب تقسيم يصل ل 1/50 و قطع زخرفة نحيفة جدا و حساسة قابلة للكسر عند النحث ما يدل على أن صانعها أعطاها أولوية قصوى و عمل بحرفية شديدة لا يعلمها حقا إلا المقربين من الميدان .
النافورة تحمل رسائل عديدة و مخزون تاريخي و دلالة على الأصالة و العراقة كل هذا اختُزل في تحفة جعلت الإنسان الإفريقي يفتخر بأن بين ظهرانيه ينتمي لنفس القارة إنسان مغربي يحافظ على ثقافة ضاربة في التاريخ و تميزه عن باقي الأمم و لا يعتدي على ثقافة غيره و لا يدعي لنفسه ما ليس له و لا يسرق تراث جيرانه بل يقدم الدليل القاطع على أن كل ما له هو فعلا متأصل في التراث الشعبي .
حان الوقت لتقديم كل الدعم لكل الحرفيين المغاربة المتميزين و مساعدتهم على الحفاظ على هذا التراث و تشجيع الصناع التقليديين على الإبداع و بذل المزيد من الجهد مع الحرص على عدم تصدير الحرفة للأعداء المترامين على سرقة كل ما يميز الإنسان المغربي بين باقي الأمم .
الزليج ، الطاجين ، القفطان ، الطبخ المغربي كالبسطيلة و الحريرة و غيرها إضافة إلى فنون الغناء كالدقة المراكشية و عبيدات الرمى و طريقة تزيين العروس و حملها في العمارية و طريقة النقش بالحناء و غيرها بالإضافة بعض الأسماء كأسد الأطلس ….كل هذا و أمور أخرى يحاول الجيران خنشلتها و علينا التصدي لهم بكل ما أوتينا من قوة .
و السلام .