مدينة__تامنصورت، عزلة مفروضة أم إهمال متعمد؟
بوجندار عزالدين / المشاهد
المتابعة : عبدالعزيز شطاط
تطرح عزلة مدينة تامنصورت اليوم تساؤلات حارقة حول واقع هذه المدينة، التي تم إعطاء انطلاقتها عام 2004 من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، كجزء من رؤية استراتيجية للتوسع الحضري، والحد من الاكتظاظ بالمدن الكبرى مثل مراكش. ورغم مرور أكثر من عقدين على هذا المشروع، تبدو المدينة اليوم حبيسة العزلة والإهمال.
فبينما يستقل المنتخبون أرقى السيارات للتنقل من وإلى مدينة تامنصورت، نجد ساكنتها تُعاني الأمرّين يوميًا بسبب ضعف وسائل النقل الحضري وتهالكها، الطوابير الطويلة والانتظار المرهق أمام حافلات مهترئة أصبحت مشهدًا مألوفًا، مع غياب أي حلول عملية لتحسين الوضع.
ورغم قرب تامنصورت من مراكش، إذ لا تفصلها سوى خمسة عشر دقيقة عن حي الآفاق، إلا أن التنقل يستغرق أحيانًا ساعتين أو أكثر، بسبب غياب البنية التحتية المناسبة، ما يطرح تساؤلات عن سبب تأخر إنشاء قنطرة أو قنطرتين على وادي تانسيفت؛ الأولى باتجاه الآفاق والثانية نحو المسيرة عبر العزوزية، كحلول أساسية لفك العزلة عن المدينة.
منذ تأسيس مدينة تامنصورت، تعاقبت عدة مجالس جماعية دون أن تسهم بشكل ملموس في تحسين ظروف عيش الساكنة، ورغم الوعود المتكررة بمشاريع تنموية، إلا أن المدينة بقيت رهينة الإهمال، ما يطرح تساؤلات حول دور المسؤولين في توفير بنية تحتية تليق بكرامة المواطنين.
وتضم تامنصورت نسبة كبيرة من الأسر التي تعاني الهشاشة، وتضطر يوميا لقطع مسافات طويلة إلى مناطق مثل المسيرة، دوار العسكر، وجيليز من أجل العمل أو قضاء الحاجيات الأساسية، في ظل غياب أي دعم لوجستي أو خدمات نقل حضري ملائمة.
ليتبادر للأدهان عدة أسئلة لابد من طرحها :
– لماذا لم يتم ربط تامنصورت بمراكش عبر شبكة طرقية حديثة رغم أهميتها؟
– هل تأخر فك العزلة عن المدينة ناتج عن غياب الإرادة السياسية أم هو مجرد إهمال إداري؟
– أليس من الإجحاف غض الطرف عن معاناة الساكنة ؟
– ألم يحن الوقت لإطلاق مشاريع فعلية تخرج مدينة تامنصورت وساكنتها من عزلتها؟
– ألم يحن الوقت لتفعيل الرؤية الملكية التي كانت تهدف إلى جعل هذه المدينة نموذجًا للتوسع الحضري المتكامل؟
أسئلة نطرحها على كل من يهمهم الأمر، عسى أن تجد آذانًا صاغية لتحويل هذه المدينة من رمز للعزلة إلى نموذج للاندماج الحضري.