تساقطات مطرية غزيرة تتسبب في وفيات مأساوية بالجهة الشرقية.
بوجندار عزالدين/ المشاهد
متابعة : مراد رمي
شهدت الجهة الشرقية للمملكة، وخصوصًا المناطق الشمالية الشرقية، تساقطات مطرية غزيرة اليوم، مما أدى إلى وقوع حوادث مأساوية أودت بحياة شخصين. فقد جرفت السيول القوية راعي غنم بمدينة زايو، ليتم العثور على جثته لاحقًا وانتشالها من وادٍ بحي أولاد اعمامو، في مشهد محزن يعكس خطورة السيول المفاجئة التي تضرب المنطقة خلال الظروف الجوية القاسية.
وفي مدينة بركان، لقيت طفلة صغيرة مصرعها بعدما جرفتها الفيضانات نحو إحدى قنوات الصرف الصحي بشارع بدوار جابر، بينما تمكن بعض الشباب المتواجدين في المكان من إنقاذ والدها في آخر لحظة من الغرق. هذه الحادثة الأليمة تبرز من جديد الخطر الكبير الذي تشكله التساقطات المطرية الغزيرة عندما يتجاوز منسوب المياه قدرة البنية التحتية على استيعابها.
تكرار مثل هذه المآسي يطرح بحدة إشكالية تأهيل شبكات الصرف الصحي وضرورة اتخاذ تدابير استباقية لمواجهة مخاطر الفيضانات، خصوصًا في المناطق التي تشهد تغيرات مناخية قاسية خلال فصل الشتاء. فغياب بنية تحتية مهيأة بشكل جيد يزيد من تفاقم الأوضاع خلال الفترات المطيرة، مما يجعل السكان في مواجهة مباشرة مع الأخطار الطبيعية دون وسائل كافية للحماية والوقاية. ورغم الجهود التي تبذلها السلطات المحلية في التعامل مع هذه الأوضاع الطارئة، إلا أن الأمر يستدعي حلولًا جذرية أكثر نجاعة، سواء من خلال تحسين قنوات تصريف المياه أو اتخاذ تدابير احترازية تحمي المواطنين من تداعيات التساقطات القوية، خاصة في المناطق المنخفضة التي تعرف سيولًا مفاجئة.
وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم طاقم جريدة المشاهد بأحر التعازي وأصدق المواساة لعائلات الضحايا، راجين من الله العلي القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان. كما نعبر عن تضامننا الكامل مع الأسر المفجوعة، سائلين الله أن يحفظ بلادنا من كل سوء، وأن يجنب المواطنين مثل هذه المآسي مستقبلاً. إنا لله وإنا إليه راجعون.