البرهومي بين شائعات التزكية وحقيقة الالتزام الحزبي… حين تتحول المنافسة السياسية إلى حملات تشويش
بوجندار______عزالدين/المشاهد
متابعة: أبــــوالآء
تداولت بعض المنابر الإلكترونية خلال الساعات الماضية خبراً مفاده أن حزب التجمع الوطني للأحرار قرّر إبعاد النائب البرلماني إسماعيل البرهومي من سباق الانتخابات المقبلة بدائرة جليز النخيل وتعويضه بمرشح آخر. غير أن التحريات التي أنجزتها جريدة المشاهد تؤكد أن هذا الخبر لا يمت للحقيقة بصلة، وأنه يدخل ضمن مناوشات سياسية تستهدف التأثير على نفسية البرهومي في توقيت غير بريء.
مصادر موثوقة داخل حزب التجمع الوطني للأحرار شددت على أن الحديث عن التزكيات في هذه المرحلة سابق لأوانه، وأن الحزب لم يناقش بعد أي ترتيبات تتعلق بالانتخابات البرلمانية القادمة، باعتبار أن موعدها ما يزال بعيداً. كما أكد المنسق المحلي للحزب للجريدة أنه لم يدلِ بأي تصريح حول الموضوع، نافياً أن يكون قد أكد أو لمح لأي جهة بما تم الترويج له.
وبالنظر إلى السياق السياسي، يرى متتبعون أن نشر هذه الأخبار يدخل ضمن محاولات الضغط و”الضرب تحت الحزام” من طرف خصوم سياسيين لم يستسغوا الارتفاع المتنامي لشعبية البرهومي داخل منطقته، رغم ما تعرض له من مكائد ومحاولات تهميش لم تفلح في إضعاف حضوره. فالرجل، بحسب من يعرفون مساره، استطاع خلال الفترة الأخيرة استعادة موقعه السياسي بقوة، ما دفع بعض الأطراف إلى اللجوء إلى أساليب التشويش والتشهير ونشر المغالطات.
وتشير مصادر مقربة من البرهومي إلى أنه ما يزال برلمانياً ملتزماً داخل هياكل حزب التجمع الوطني للأحرار، وأنه لم يتوصل بأي إشعار أو رسالة أو قرار يفيد بإبعاده أو تعويضه. كما تنفي المصادر نفسها وجود أي خلاف مع المنسق الجهوي للحزب، معتبرة أن ما نشر مجرد قراءة مغرضة لا تستند إلى أي معطى واقعي.
إن تداول مثل هذه الشائعات يكشف حجم التنافس السياسي الذي يسبق المحطات الانتخابية في المغرب، حتى قبل سنوات من موعدها، ويعكس في الوقت نفسه رغبة بعض الأطراف في خلط الأوراق والتأثير على الرأي العام عبر معلومات غير دقيقة. غير أن الوقائع، كما استقتها الجريدة من مصادر مسؤولة وموثوقة، تؤكد أن البرهومي ما يزال في موقعه الطبيعي داخل الحزب، وأن كل ما يُروَّج لا يعدو أن يكون محاولة جديدة لإرباك المشهد قبل أوانه.