الصويرة..تحتضن دورة تكوينية لتكوين المكونات في مجال المشاركة السياسية للنساء.
بوجندار______عزالدين/ المشاهد
متابعة: الطالب_بيهي
على مدى يومين، احتضن المركب الإجتماعي ابتسامة بمدينة الصويرة فعاليات الدورة التكوينية الموجهة لفائدة المكوّنات في مجال المشاركة السياسية للنساء، وذلك في إطار مشروع “التمكين السياسي للنساء والشباب رافعة للتنمية المحلية”، الذي تنفّذه جمعية الوادي الأخضر للتنمية بشراكة مع صندوق الدعم المخصص لتشجيع تمثيلية النساء التابع لوزارة الداخلية. وقد أطر البرنامج التكويني الأستاذ خليد سرحان، عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة مراكش آسفي والخبير في النوع الاجتماعي.
وحضر افتتاح الدورة ممثلون عن الشركاء المؤسساتيين، من بينهم رئيس جمعية الوادي الأخضر للتنمية، والمندوب الإقليمي للوكالة الوطنية لمحاربة الأمية بالصويرة، ومديرة المركب الاجتماعي ابتسامة، ورئيس جمعية دعم المركب الاجتماعي، مما أضفى على هذا الحدث بعداً تشاركياً يعكس التزام مختلف الفاعلين بدعم تمكين النساء.
انطلقت أشغال اليوم الأول يوم السبت 29 نونبر 2025 باستقبال المشاركات والمشاركين وتقديم عام لأهداف المشروع وسياقه، مع إبراز أهمية هذا التكوين في دعم مكانة المرأة وتعزيز قدراتها للمساهمة في تدبير الشأن المحلي.
وتناول المحور الأول مشاركة النساء في التشريعات الدولية، مستعرضاً الاتفاقيات والمواثيق الأممية التي رسخت مبادئ المساواة والعدالة الجندرية. فيما ركّز المحور الثاني على حضور النساء في القوانين الوطنية، من خلال تحليل الترسانة القانونية المرتبطة بالتمثيلية السياسية وإعمال مقاربة النوع.
أما المحور الثالث فخصّص للديمقراطية التشاركية وآليات التشاور العمومي، حيث أبرز المؤطر الأدوار التي يمنحها القانون التنظيمي للجماعات الترابية للمجتمع المدني، باعتباره شريكاً في صناعة القرار المحلي. واختتمت أشغال اليوم الأول بخلاصات تقييمية ونقاش مفتوح، ساهم في ترسيخ المفاهيم المتداولة وتبادل وجهات النظر بين المشاركين.
استُهل اليوم الثاني، الأحد 30 نونبر 2025، بتقديم تقرير موجز حول خلاصات اليوم الأول، لتمر المشاركات إلى محور هندسة التكوين ،حيث تعرّفن على مختلف طرق التنشيط ،ومناهج الاندرغوجيا (تعليم الكبار) وخصائص المكون(ة)، مما ساعدهنّ على تملك أداوات تنظيم البرامج التدريبية ذات الأثر على النساء والشباب.
وخصص الأستاذ سرحان المحور الموالي لتقديم مدخل شامل حول النوع الاجتماعي، مع توضيح كيفية إدماج مقاربة الجندر في السياسات العمومية. وبعد استراحة شاي، تناول محور النساء وأهداف التنمية المستدامة، مؤكداً أن تمكين النساء يعدّ رافعة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة.
كما قدم المؤطر مجموعة من التجارب والممارسات الفضلى على الصعيدين الوطني والدولي في مجال تعزيز المشاركة السياسية للنساء، مع إبراز سبل استثمارها في السياق المحلي بالصويرة.
وتميزت هذه الدورة بتنيوع أساليب التدريب من كلعب الأدوار ، والأسئلة المفتوحة ،والعصفزالذهني،و العمل بالمجموعات التي كانت فرصة للمكونات لتنفيذها والتدريب عليها.
وفي سياق وضع أسس عملية لتنزيل المشروع، جرى توزيع المكوّنات على عدد من جماعات الإقليم وتحديد البرمجة الزمنية لمواكبتهن خلال الأشهر المقبلة، في تنشيط ورشات تحسيسية حول المشاركة السياسية للنساء والشباب في فضاءات عمومية ومراكز الشباب والنساء.
واختتمت الدورة بتقييم عام ونقاش مفتوح، وتوزيع شواهد المشاركة ،قبل الإعلان عن نهاية الأشغال.
وعبرت عدد من المشاركات عن ارتياحهن لمستوى التأطير والتفاعل داخل الورشات، حيث اعتبرت إحداهن أن “الدورة فتحت أمامنا آفاقا جديدة لفهم الدور الحقيقي للمرأة في الحياة السياسية، وقدمت أدوات عملية يمكن تطبيقها ميدانياً”.
فيما أكدت أخرى أن “اعتماد المؤطر على طرق تشاركية وتفاعلية عزز من قدراتنا على استيعاب المفاهيم”، مضيفة أن هذا النوع من التكوينات يشجع النساء على تجاوز معيقات المشاركة والانخراط بثقة أكبر في الفضاء العام. وألحت معظم المشاركات رغبتهن في مواصلة التكوين والترافع من أجل تمثيلية منصفة داخل الهيئات المنتخبة والمؤسسات المحلية.