بوجندار____عزالدين/ المشاهد
تعيش مدينة مراكش على وقع تحول نوعي غير مسبوق في قطاع النقل الحضري، مع بدء وصول الدفعات الأولى من الأسطول الجديد للحافلات الذكية المجهزة بأحدث التقنيات الرقمية، في خطوة تعزز طموح العاصمة الحمراء نحو نموذج حضري ذكي ومستدام.
فقد شرعت مجموعة الجماعات الترابية للنقل بمراكش، برئاسة السيد سمير كودار، في استقبال الدفعة الأولى المكونة من 49 حافلة عصرية، على أن تليها دفعة ثانية تضم 97 حافلة إضافية خلال منتصف الأسبوع الجاري، ليبلغ مجموع الحافلات الجديدة 207 وحدة مع مطلع شهر نونبر المقبل.
ويأتي هذا المشروع في إطار رؤية شاملة تروم إعادة هيكلة منظومة النقل الحضري بالمدينة الحمراء، عبر اعتماد حافلات مجهزة بأنظمة رقمية متكاملة تتيح تتبع الرحلات لحظة بلحظة، وضمان جودة الخدمة وسلامة الركاب، فضلاً عن نظام ذكي للأداء يمكن المواطنين من استعمال بطاقات إلكترونية أو تطبيقات رقمية بدل التذاكر التقليدية.
الأسطول الجديد لا يمثل فقط تحديثاً للمعدات، بل يؤسس أيضاً لمرحلة جديدة من التحول الرقمي في الخدمات العمومية، حيث من المنتظر أن يسهم في تقليص زمن الانتظار وتحسين الربط بين الأحياء والمناطق الحضرية الكبرى، بما في ذلك مراكش المدينة وتامنصورت والمناطق المحيطة.
كما يرتقب أن تتيح هذه الحافلات، المصممة وفق معايير بيئية حديثة، تجربة نقل مريحة وصديقة للبيئة، بفضل اعتمادها على محركات منخفضة الانبعاثات وتكنولوجيا ذكية للمراقبة والصيانة.
وتعتبر هذه الخطوة ثمرة تعاون مؤسساتي بين الفاعلين المحليين والجهويين، في إطار إستراتيجية مراكش الذكية التي تسعى إلى جعل المدينة نموذجاً وطنياً في الابتكار الحضري وتدبير الخدمات الرقمية الموجهة للمواطنين.
ويؤكد متتبعون أن هذا المشروع سيحدث نقلة نوعية في مشهد النقل الحضري، ويكرّس التحول الذي تعرفه المدينة نحو الاستدامة، خصوصاً مع قرب انطلاق الترامواي الطاقي ومشاريع أخرى في مجال التنقل الإيكولوجي.
إن دخول الحافلات الذكية حيز الخدمة لا يمثل فقط تحديثاً لوسائل النقل، بل هو إعلان عن ولادة جيل جديد من الخدمات الحضرية الذكية التي تعكس رؤية مراكش للمستقبل: مدينة متصلة، خضراء، وآمنة للمواطن والزائر على حد سواء.