مراكش بين استعدادها لمونديال 2030 وعدد المتشردين الذي يزداد يوما بعد يوم

0 213

بوجندار_______عزالدين/ المشاهد

بقلم  : ذة _ ثريا عربان

 

تخفي مدينه مراكش الحمراء خلف بريقها السياحي واقعا مرا يحكي عن معاناة فئة هشة تعيش صراعا يوميا مع الفاقة ،والبحث عن القوت اليومي ، ومأوى يضمها عندما يرخي الليل خيوطه على المدينة.
فئة المتشردين الذين تضاعف عددهم في السنوات الأخيرة فاصبحت المدينة تعيش مشاهد معاناتهم على مرأى من الجميع ، وكأن الأمر أصبح مألوفا ، وهم يتسكعون في الشوارع والازقة ، وممرات المدينة العتيقة، وخاصة في محيط ساحة جامع الفناء ، ومحطات النقل الحضري وحي كليز، وبعض أزقة الداوديات ، وقرب المحطة الطرقية باب دكالة والحدائق العمومية. وهي نقاط حساسة وملتقى تجمع العديد من السياح والزوار . ومما يزيد الطين بلة بعض الأفارقة الذين ينامون قرب المساجد خاصة مسجد الحي الشتوي الذي يعج في الآونة الأخيرة بعدد لا يستهان به من المشردين الأفارقة.
فمعاناة هذه الشريحة تزداد تأزما يوما بعد يوم وخصوصا بحلول فصلي الصيف والشتاء على حد سواء لقساوة مناخهما بمراكش حيث يشكل ارتفاع درجة الحرارة أوانخفاضها المفرط خطرا يهدد حياتهم خاصة الأطفال والنساء والمسنين والمصابين باضطرابات عقلية.
هذه الفئة المهترئة التي تتضاعف معاناتها بحكم الظروف المناخية القاسية فيصاب أغلبهم بأمراض كارتفاع حرارة الجسم أوانخفاضها أو نزلات البرد الحادة وبعض الأمراض المزمنة .
هذا ناهيك عما يتعرضون له من أنواع العنف سواء اللفظي أو الجنسي من طرف أصحاب الضمائر الغائبة المستغلين لمثل هذه الفئات التي تجد نفسها أمام مواجهة يومية للجوع والمرض وقساوة المناخ والتهميش . أما الزائر للمدينة فيجد نفسه في حالة من الارتباك والخوف ، كلما صادف متشردا يعاني من اضطراب عقلي أونفسي بلباسه المهترئ ومنظره الملفت للنظر وفي بعض الأحيان بتصرفاته الغريبة وتحركاته ال المثيرة .
فكيف يمكن لمدينة من حجم مراكش التي تعتبر وجهة سياحية عالمية ، تقام بها مهرجانات عالمية عظمى و لقاءات سياسية وديبلوماسية واقتصادية واجتماعية وثقافية من الطراز الرفيع ، وهي اليوم تستعد كل الاستعداد لاستقبال مونديال 2030 أن تقبل او أن تغفل عن تفاقم مشاهد التشرد التي يوما بعد يوم تسيء لصورة المدينة وتبهت إشعاعها السياحي .
اذن مشاهد المتشردين التي انتشرت في المدينة بهذا الشكل المقرف أصبحت تحديا اجتماعيا وإنسانيا يطرح أكثر من سؤال ، وملفا شائكا يستدعي تدخلات ومقاربات من زوايا متعددة لأن مراكش اليوم بحاجة أكثر من السابق إلى حلول جريئة تضمن لهذه الفئة الحماية الاجتماعية و تعيد للإنسان كرامته لأن نجاح أي مشروع تنموي فهو رهين بجعل الإنسان محوره الأساسي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.