نصف ماراطون تـامـنصـورت..مـرات المـنحـوس مـامـطـلقة مـاعـروس

1 288

بوجندار______عزالدين/ المشاهد

المقال الرابع والثامنون بعد المئتان من سلسلة من قاع الخابية  : نصف ماراطون تـامـنصـورت..مـرات المـنحـوس مـامـطـلقة مـاعـروس ؟

 

يبدو أن مدينة تامنصورت قرّرت أخيرًا أن تعلن للعالم أنها جاهزة لإقتحام نادي المدن الرياضية، فاحتضنت نسختها الثالثة من نصف الماراطون “الدولي”. كلمة دولي هنا تحتاج إلى رشة ملح، أو بالأحرى إلى تفسير، لأنّ كل ما كان دوليًا في هذا الحدث… هو حجم الأسئلة التي طرحها السكان.

 

فالمدينة التي ما تزال تبحث عن مستشفى يليق بسكانها، وعن دارٍ للولادة تحفظ كرامة الأمهات، وعن طرقٍ بلا حفر، ومساحات خضراء ليست مجرد “بوطو ديال الضو ” هنا وشتلة هناك… يبدو أنها اختارت القفز مباشرة إلى “الضفة الأخرى”، حيث الرياضة والترفيه، قبل أن تُصلح بيتها الداخلي.

ولا بأس، فالناس ماشي ضد الأنشطة الرياضية، ولكن شريطة أن تُنظم على أسس لا تُضحك الثكلى.

فأي ماراطون هذا الذي تتقدمه دراجات “C90” وهي تـُراوغ العدّائين كما لو أنها في سباق “الرّالي”؟! وأي طريق هذا الذي استقبل المتسابقين على جانبيه بأكياس الأزبال وقنينات الماء الفارغة، كأنّ المدينة أرادت أن تقول لهم: مرحبا بكم في الواقع… لا في الملصقات الإعلانية؟

 

أما اللجنة المنظمة، أو كما وصفها أحد الرياضيين بأنها “مرات المنحوس… ما مطلقة ما عروس”، فقد بدت تائهة بين توزيع المهام وتوزيع الوعود. والنتيجة: فوضى تنظيميّة تليق بمناسبة محلية صغيرة، لا بماراطون يُفترض أن يحمل اسم “الدولي”.

والمضحك المبكي أن المجلس الجماعي، وبعض المؤسسات العمومية، وجهات أخرى ساهمت ماليًا في الحدث، وكأنّ المدينة قد أنهت كل مشاكلها ولم يبقَ سوى الاحتفال الرياضي.

المال العام هنا يبدو كأنه يسير بمنطق: “المال السايب… راكوم عارفين آش كيوقع”.

 

 

فهل يحقّ لتامنصورت أن تحلم بالماراطونات قبل أن تحلم بمستشفى؟

وهل نبدأ بالترفيه بينما السكان يقطعون الكيلومترات يوميًا للوصول إلى مراكش قصد العلاج؟

أليس من حق المدينة أن تستفيد أولًا من التنمية قبل أن تستفيد من “التفلية”؟

 

ختامًا… الرياضة جميلة، بل ضرورية، لكنّ الأجمل هو أن تُمارس في مدينة مكتملة الخدمات، لا في مدينة تُركض هي نفسها وراء الحدّ الأدنى من شروط العيش الكريم.

تعليق 1
  1. شرف الدين يقول

    هذا صحيح شكرا شطاط

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.